زعيمة بورما الحائزة على نوبل للسلام وتجاهل مسلمي ”الروهينجا”
الأكثر مشاهدة
في الوقت الذي تعاني فيه الأقلية المسلمة في ميانمار من الاضهاد العرقي وما يشبه الإبادة الجماعية، تلتزم زعيمة البلاد أونج سان سو كي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1991، الصمت تجاه ما يحدث في بلادها، مما وجه لها انتقادات عديدة من قبل الأمم المتحدة، والناشطة ملالا يوسفزاي، وكذلك وزارة الخارجية البريطانية، بسبب فشلها في حماية مسلمي الروهينجا في بلادها، وهو ما أدى لانتشار دعوات تطالب بسحب جائزة نوبل عنها.
وتعاني الأقلية المسلمة البالغ عددها نحو مليون نسمة أي حوالي 4% من سكان بورما (المعروفة حاليا بميانمار)، من الاضهاد والملاحقة، وبحسب مراسل صحيفة نيويورك تايمز فإنهم محاصرون من قبل القرويين البوذيين الذين يمنعنون عنهم الماء والطعام إلى جانب القوات البورمية التي تشن هجوم بالطائرات الهيلوكوبتر عليهم، وكذلك قوات حرس الحدود التي تطلق النار على من يحاولون الفرار إلى بنجلادش.
وترفض حكومة بورما رفضًا قاطعًا منح مسلمي الروهينجا الجنسية البورمية، بدعوى أنهم ليسوا من أصل البلاد قبل الحرب الأولى الإنجليزية عام 1823، وفي عام 2012، شن البوذيون عمليات عنف انتقامية ضد مسلمي الروهينجا، تحت حراسة وحماية جيش بورما، ما أسفر عن مقتل الآلاف حرقًا وتجويعًا وتشريد عشرات الآلاف، ما دفع الآلاف من المسلمين إلى اللجوء للدول المجاورة.
وبدأت المذبحة الأخيرة عندما شن مسلحون من الروهينجا هجمات ضد القوات الحكومية في 25 أغسطس الماضي، ولكن جاء الانتقام أبشع وأكثر دموية وباعتداءات ممنهجة أدت لفرار أكثر من 90 ألف شخص بحسب تقديرات الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز هروب الآلاف من خلال نهر "ناف" الواقع على الحدود البورمية البنجالية، بأن هناك مئات لقوا مصرعهم عندما انقلبت قواربهم، مما أسفر عن تكدس جثث النساء والأطفال على ضفاف النهر.
إلا أن ما أصاب العالم بالدهشة، هو حالة الصمت التي تسيطر على زعيمة ميانمار التي تشغل منصب يعادل رئيس الوزراء، أونج سان سو كي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام بسبب دعمها لأفكار النضال دون اللجوء للعنف، والتي قضت 6 سنوات في الحبس الانفرادي، وسنوات طويلة قيد الإقامة الجبرية، بسبب نشاطها السياسي دفاعًا عن حقوق الإنسان والديمقراطية.
وتتطرق سو كي إلى الأمر بشكل غير مباشر، جاء عن طريق المتحدث باسم الحزب الذي تتزعمه، وحث في تصريحه على العمل من أجل التوصل إلى حل حتى يحصل الروهينجا على الجنسية، وكذلك صرحت في حديث لها مع شخصية دينية في فبراير الماضي، قائلة إن المجتمع الدولي يضخم قضية مسلمي الروهينجا.
وبررت سو كي امتناعها عن التعليق على المجازر، بأنها تخشى أن يتسبب أي تعليق يصدر عنها في اشتعال التوترات أكثر مما هي عليه بين الأغلبية البوذية والأقلية المسلمة، فيما يقول مراقبون أن مساندتها للروهينجا لا يخدم مصالحها السياسية.
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا